5- التأثير الفسيولوجي لمستويات أول أوكسيد الكربون المرتفعة 

يشير الكس وآخرون Alex & other (2001م) إن الشعور بوجود أول أوكسيد الكربون صعباً لأنه ليس له رائحة أو طعم ولذلك يحدث الخطء عند الشحن في الأماكن الملوثة بضغط الأسطوانة بنسبه عالية من أول أكسيد الكربون مما يتسبب في فقدان الوعي، إلا أن ذلك ليس بسبب أي مفعول تخديري ولكنه بسبب الهاييوكسيا فإنه من الواضح والمعروف أن أوكسيد الكربون ليس خاملاً (غير نشيط كيميائياً)، وبالرغم من ذلك يطلق على هذه الحالة تسمم أول أكسيد الكربون. 

ويوضح Diving Knowledge Workbook (2012م) سبب هذا التأثير أن التركيب الجزيئي لأول أوكسيد الكربون يساعده على الاتحاد مع الهيموجلوبين أفضل مما يمكن للأوكسجين-بجودة أكثر من 200 مرة وفي الواقع أن الرباط بين أول أوكسيد الكربون والهيموجلوبين قوي لدرجة أنه يأخذ من الوقت أكثر من ثماني ساعات لكي يخرج من المجري الدموي.

وعلي الرغم من ذلك إن أعراض تسمم أول أوكسيد الكربون لا يشعر بها بوضوح عند الأعماق ويفسر ذلك ميلر ومولدي Millar & Mouldey  (2008م) بان الأنسجة تحصل علي الأوكسجين بطريقتين الأولي هي أنها تحصل علي الأوكسجين الذي يحمله الهيموجلوبين والثانية أنها تحصل علي الأوكسجين الحر الذائب في البلازما وبالضغط الجزئي الزائد عند الأعماق يمكن أن تكون كمية الأوكسجين المذابة كافية لتزويد احتياجات الأنسجة منه وبالتالي لن يكون لأول أوكسيد الكربون تأثيراً ملحوظاً ولكن علي الرغم من ذلك نجد أنه عند انخفاض الضغط الجزئي أثناء الصعود سوف يظهر الاحتياج إلي الأوكسجين الموجود في الهيموجلوبين و لكن إذا كان الهيموجلوبين محبوساً  بواسطة أول أوكسيد الكربون , فإن كمية غير كافية من الأوكسجين سوف تصل إلي الأنسجة وبالتالي يحدث غثيان ودوران وضعف وإغماء.

وتشير المنظمة الاحترافية لمدربي الغوصPADI (2006م) إن تدخين السجائر قبل الغواص يمكنه رفع مستوي أول أوكسيد الكربون من 3-12 مرة أكثر من الطبيعي وهو ما يعرقل نقل الأوكسجين والتخلص من ثاني أوكسيد الكربون، فعندما يدخل أول أوكسيد الكربون الناتجة عن احتراق التبغ في مجري الدم يتحد على الفور بالهيموجلوبين حابساً بذلك الأوكسجين في الخارج. وبالإضافة إلي ذلك , نجد أن أول أوكسيد الكربون يؤخر نقل ثاني أوكسيد الكربون لأن الهيموجلوبين ينقله أيضاً عند عودته إلي الرئتين .

تم عمل هذا الموقع بواسطة