3- ردود الأفعال للغواص الحر مع كتم التنفس
يشير الكس وآخرون Alex & other أننا إذا كتمنا نفسنا على الأرض سوف يرتفع معدل ضربات قلبنا، نجد أن عكس ذلك تماماً يمكنه أن يحدث عندما نكون منغمرين في الماء وتلك الظاهرة لانخفاض معدل ضربات القلب عند النزول تحت الماء يطلق عليها رد فعل الغواص عند الثدييات وعلى الرغم من أن البشر عندهم رد فعل أقل بكثير إلا أن ذلك مألوف عند كل الثدييات. (ويوضح ذلك قدرات كتم النفس الهائلة عند الثدييات البحرية) ومع ذلك، ومن أجل أن تحدث تلك الظاهرة، يجب أن يكون الوجه منغمر في الماء البارد أو على الأقل يكون مبللاً به.
ويشير Diving Knowledge Workbook أن من أجل أن يقوم الغواص بتقليل الحاجة إلي الأوكسجين أثناء الغوص الحر مع كتم النفس ، يجب على الغواص أن ، يتحرك ببطْ و تأنِ أثناء وجوده تحت الماء ، إن ذلك شيء منطقي فمن أجل أن نقلل الحاجة للأوكسجين يجب أن نقلل من استهلاكنا للطاقة ، وكذلك نجد أن الضبح ( عدة انقاس سريعة وعميقة قبل الانغمار ) سوف يزيد قدرتنا على كتم النفس عن طريق التخلص من ثاني أوكسيد الكربون الموجود في الرئتين ، ولكنه لن يقلل من احتياجنا إلى الأوكسجين ، فتقليل العمل فقط يمكنه أن يقلل الحاجة إلى الأوكسجين.
ويوضح ذلك كمال أبو رمضان إن مركز رد الفعل التنفسي يقوم بتنظيم التنفس على أساس مستوى ثاني أوكسيد الكربون في الدم ، إنها ظاهرة تبدو تناقضية هي أن العامل الذى يتحكم في الحث على التنفس أساساً ليس نقصان الأوكسجين في دمنا ، ولكن مستوى ثاني أوكسيد الكربون الذى يتحكم في ذلك ، وهو ما يسمي الهايبوكسيا وهي سبب إغمار الغواص الحر الذي يمضي وقتاً طويلاً تحت الماء، وعلي الرغم من احتياج الأنسجة للأوكسجين إلا أن الشعور بألحاجه إلي التنفس يكون ملغياً بسبب مستوي ثاني أوكسيد الكربون القليل المتأثر بالضبح. وإذا استمرت الأنسجة في "جوعها للهواء" فإنها تبدأ في التوقف عن العمل وبالتالي سوف تسبب الإغماء.
ويشير Diving Knowledge Workbook أن قد يحدث إغماء أثناء الصعود المفاجئ بسبب هبوط الضغط الجزئي للأوكسجين بسرعه (على سبيل المثال إن صعوداً من 10 أمتار سوف يتسبب في انخفاض في الضغط الجزئي قدره 50% ولنفترض أن الغواص كان لديه بالكاد ما يكفي من الأوكسجين لتسديد احتياجات الأنسجة عند العمق للبقاء واعياً ومؤدياً أعماله. فإن انخفاضاً عنيفاً سوف يكون كافياً لإنقاص المستوي إلى درجة لا يمكن للجسم أن يتحملها ولذا فإنه على الرغم من أن الغواص كان يمكنه تأدية وظائفه عند العمق إلا أنه سوف يغمي عليه بينما يصعد إلى السطح بسبب الانخفاض الفجائي في الضغط الجزئي للأوكسجين.