6- الألية الفسيولوجية لامتصاص النيتروجين والتخلص منة (مرض انخفاض الضغط)

يشير Diving Knowledge Workbook (2012م) أن أنسجتنا تتكون أساساً من الماء، ولآكنها لا تمتص النيتروجين وتتخلص منه بنفس المعدل، لان بعض الاختلافات الهامة بين الأنسجة والتي تؤثر على خواص امتصاصها للغازات. أولاً , الأنسجة لها كثافات مختلفة. فالعظام على سبيل المثال، هي أكثر كثافة من الجلد وسوف يؤثر ذلك على كيفية انتشار الغاز عند وصوله إلى النسيج، ثانياً إن المدد الدموي يختلف بين الأنسجة ولذلك فإن الأنسجة التي تحصل على مدد دموي أكثر سوف يكون لديها امتصاص غازات وتخلص منه أكثر، ويتأثر المدد الدموي ببعض العوامل ومنها 1) الكفاءة المنخفضة للدورة الدموية مع السن الدورة    الدموية الزائدة من ممارسة الرياضة، 3) التغيرات في الدورة الدموية أثناء تعاطى الكحول، 4) المرض / الإصابة الحديثة. 

          يشير الكس وآخرون Alex & other (2001م) أن البشر يمكنهم البقاء عند الأعماق لأوقات غير محدودة ولا يصابون بمرض انخفاض الضغط ولكن المشكلة تظهر فقط عندما نصعد، فتكون فقاعات النيتروجين لا يمكن حدوثه حتى تكون الأنسجة مشبعة بالإفراط (أي يكون بها غاز أكثر من الضغط المحيط) والتشبع المفرط لا يمكن أن يكون الفقاعات ألا عندما يقل الضغط المحيط عند الصعود. 

ويوضح   كمال أبو رمضان (2010م) أعراض تكون فقاعات النيتروجين الناتجة عن انخفاض الضغط (بارو تروما) ففي الحالات الخفيفة يحدث تنميل في الأطراف ورغبه في هرش الجلد وثقل في الأطراف العلوية، إما في الحالة المتوسطة يزداد الألم في المفاصل والعضلات وانتفاخ في المعدة وما حولها، وأخيرا في الحالات الشديدة يسري الشلل ألي الأطراف والمثانة ويزداد شعور الغواص بالألم خلف عظمة القص في الصدر.

ومن هنا يأتي التساؤل لماذا يتكون فقاعات النيتروجين ولا تتكون فقاعات الأوكسجين فيوضح ميلر ومولدي Millar & Mouldey  (2008م) سبب ذلك ، بان النيتروجين خامل من الناحية الفسيولوجية ، ويعنى ذلك أنه لا يستخدم في عملية التجدد والدثور ( الأيض ) ، ولذلك فإن كمية النيتروجين – آياً كانت – التي يمتصها الجسم أثناء انخفاض الضغط المحيط وفى مرض انخفاض الضغط تتكون الفقاعات لأن النيتروجين لا يمكنه الهروب بسرعة تكفى لبقائه ذائباً ، أما فقاعات الأوكسجين فلا تتكون لأن الأوكسجين الذى نتنفسه يُستخدم في عملية التمثيل الغذائي.

وتشير المنظمة الاحترافية لمدربي الغوصPADI  (2006م) أن الإسعافات الأولية لمرض انخفاض الضغط هي إعطاء أوكسجين نقي للغواص المصاب لأنه يزيد فارق الضغط بين ضغط النيتروجين الموجود في الأنسجة وضغط النيتروجين الموجود في الحويصلات الهوائية ، فمن مناقشتنا لفيزياء الغوص يجب أن نتذكر أن الاختلاف في الضغط داخل سائل ( الضغط الداخلي ) والغاز المتصل به يشار إليه بدرجة اختلاف الضغط وعند حدوث تلك الحالة سوف يحاول كل من الغاز داخل السائل والآخر الملامس للسائل بالتعادل ، ويقال أن درجة اختلاف ضغط كبيرة تقوم بتكوين قوة حركة كبيرة ، وهو ما يعنى أن تبادل الغازات سوف يحدث  بسرعة، وفى مرض انخفاض الضغط تحتوى أنسجة الجسم على مستوى عال من النيتروجين ، ويوجد نيتروجين أيضاً في الهواء الموجود في الحويصلات الهوائية ، ونتيجة لذلك ، يكون هناك درجة اختلاف ضغط بين النيتروجين الموجود في الأنسجة (عال) والنيتروجين الموجود في الهواء داخل الحويصلات الهوائية ( منخفض )، وبالتالي يبدأ النيتروجين في الخروج ، ولكن إذا تنفس الغواص أوكسجين بدلاً من الهواء ، فلن يكون هناك – أو سيكون هناك كمية قليلة – نيتروجين داخل الحويصلات الهوائية ، وسوف يزيد ذلك من درجة اختلاف الضغط بين مستويات نيتروجين الأنسجة ومستويات نيتروجين الحويصلات الهوائية ، والنتيجة هي ارتفاع كبير في القوة المحركة لنيتروجين الأنسجة ، والتي تساعد بالتالي على التخلص منه.


تم عمل هذا الموقع بواسطة